مارسيل خليفه وكمال جنبلاط يدخلان الجسر سويا

[Admin]

جنبلاط ومارسيل يعبران الجسر سويا بعد 30 عاما وخليفة مكرما في البقاع: الموسيقى تمنحني الصمود ولم أهزم داخليا
ناديا الياس»
AUGUST 11, 2015

بيروت – «القدس العربي» : «في زمن النشيد الزائف، أنت وحدك نشيدنا، غني قليلا يا عصافير، فإنني كلما فكرت في حالي بكيت» هكذا خاطب وزير الصحة العامة وائل أبوفاعور الفنان مارسيل خليفة في الاحتفال التكريمي الذي أقيم خصيصا لخليفة في راشيا تحت عنوان «البقاع يكرم مارسيل خليفة» بدعوة من اتحاد بلديات جبل الشيخ وقلعة الاستقلال والسهل والبحيرة وبلدية راشيا والجمعيات والأندية الرياضية وهيئات المجتمع المدني بحضور عدد من النواب والوزراء وأهالي قرى وبلدات راشيا.
ودعا الوزير أبو فاعور الذي أشاد بالمزايا الفنية لخليفة إلى ان يغني كثيرا إذ توجه إليه قائلا: «غن كثيرا، غن طويلا، غن مديدا، اذا لم يكن لنا، فلربما لجيل يأتي من بعدنا، غن لجيل يستحق الغناء». وأضاف في مدحه الفنان خليفة: «لا لست نبيا، لكن عودك أخضر تفوح منه حدائق الأمل. لا لست شفيعا، لكن الفقراء يرفعون صوتك في كنيسة فقرهم ويطوفون بك بخورا ليتنشقه الأطفال فيسلمون. لا لست وليا، لكن البؤساء يضيئون الشموع حول وترك. قبلك كان الفقر نقيصة، على عودك استحال الفقر نشيدا. ورثتنا وورثنا، من أحلامنا، من عقائدنا، من أحزابنا، من معلمنا، من كمال جنبلاط، وورثتنا من أهلنا ومن بيوتنا ومن أحزاننا، ورثناك وما تعلمناك، ورثناك كالقهوة في الصباح، وكبزوغ الفجر، وكقبلة الأم قبل النوم، وكدعاء العجائز الخائفة، ما خذلتنا وخذلناك».
وتابع الوزير أبو فاعور: «ندين جميعا لفلسطين، وتدين هي لك، وقد أنشدتها حتى الثمالة. ندين جميعنا لكمال جنبلاط، ويدين هو لك، وقد قصصته على مسامعنا، وغرسته تحت مسام جلدنا، وحدك والشهداء تكاد تكون ذاكرتنا، حكايتنا، شاهدا لنا، وشاهدا علينا».
وكان الاحتفال التكريمي قد استهل بكلمة لعريفة الحفل الإعلامية شذا عمر التي أكدت فيها اننا نجتمع في قلعة راشيا بعبقها التاريخي مع أهل وادي التيم الشرفاء الودعاء لتكريم قامة فنية وطنية فريدة، أضاءت أغانيه ظلمات ليالينا الأحلك وما تزال. ورسخت إيمان جيل بعد جيل بالإنسان وحقوقه وأحلامه وسعيه لإحقاق العدالة والمساواة. مارسيل خليفة أهلا بك بين أهلك ومحبيك الذين صمدوا في هذه الأرض المباركة منذ الأزل ويصرون على التمسك بها وبمبادئهم وسعيهم الدائم نحو الأفضل والأسمى. صمدوا وعبروا بسلام فتنة الحرب والاحتلال والوصاية والوشاية وكانت أغانيك رفيقهم الدائم. صوتك رافقهم حتى في الأحلام. ودعوا شهداءهم واستقبلوا مواليدهم على ترنيماتك، رقصوا عليها في أعراسهم ورافقتهم في أعيادهم».
كما ألقيت في المناسبة كلمات لكل من رئيس بلدية راشيا سعد مهنا ووليم حنا باسم الجمعيات ورئيس اتحاد بلديات جبل الشيخ العميد مروان زاكي، أجمعت على أن خليفة قدم لتاريخ الفن الراقي أعظم السمفونيات وأرقاها، وهو غنى الوطن فعبقت صدورنا بالروح الوطنية.
الفنان مارسيل خليفة الذي شكر بدوره المنظمين والمتكلمين شدد على أهمية الموسيقى التي كانت تحميه وتمنحه قوة صمود الأمل على حد ما جاء في كلمته التي أعلن فيها: «أخبئ بعض أحلامي المتبقية، وأمضي في اللعب والموسيقى والغناء، وكلما أضعت حلما حملني حلم آخر وهذا الذي يضيئني، هذه الشعلة التي لا تنطفئ هي الوعد الذي يرفض ان يخيب، هي الحدس بوجود واقع آخر، يحمل كل الحب من هذا الواقع المرعب المقرف».
وأضاف ان: «اكبر انتصار على اليأس هو هذا الشوق الملتمع في أعماق يأسي وتحت هذا الفيض من حرارة الشوق، يغمرني أحساس بالفرح، والصدر مأوى للجحيم والنعيم في الوقت نفسه. عشت الحروب الصغيرة والكبيرة والهجرة والمنفى وكانت الموسيقى تحميني وتمنحني قوة صمود الأمل لذلك لم أهزم داخليا».
وتخلل الحفل مقطوعات موسيقية وغنائية قدمها الفنان زياد الأحمدية وفرقته بعدها قدم خليفة باقة من أجمل أغانيه. وتقديرا لخليفة قدم الوزير أبو فاعور له لوحة فنية من أعمال الفنان جمال القضماني واخرى من رسم جمانة البيطار تجسد صورة خليفة فضلا عن تقديمه عودا محفورا على بيضة من أعمال الفنان لؤي كاسب.
وقدم خليفة باقة من أغانيه شاركه في العزف الفنان زياد الأحمدية وفرقة الميادين مع كورال الكشاف التقدمي.
وتجدر الأشارة إلى أن خليفة كان قد أحيا قبل تكريمه حفلا ضخما ضمن مهرجانات بيت الدين الدولية التي تنظمها سنويا عقيلة النائب وليد جنبلاط نورا جنبلاط، وكانت مناسبة التقط خلالها رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط صورة له مع الفنان خليفة ونشرها على على حسابه الخاص عبر «تويتر» وعلق عليها قائلا: «وبعد ثلاثين عاما عبرنا مجددا الجسر سويا. خالد يبقى مارسيل خليفة عبر السنين. وسيعبرون الجسر إلى فلسطين».

ناديا الياس»