لندن –
– نشرت صحيفة "ذي غارديان" البريطانية اليوم الاثنين تحقيقاً كتبته مراسلتها هارييت شيروود عن اضمحلال مياه البحر الميت وانحساره بمعدل متر سنوياً والاسباب الكامنة وراء ذلك والحلول المقترحة لهذه المشكلة البيئية الكبرى. وخلص باحث اسرائيلي الى ان انسب طريقة لحل المشكلة هي السماح من جديد بتدفق مياه نهر الاردن في مجراها كمان الحال قبل تحويل مياهه من جانب اسرائيل وسوريا والاردن. ومعروف ان اسرائيل تستولي على اعلى نسبة من مياه الاردن وتحولها لري مشاريع زراعية.
وكتبت شيروود: "هناك أشياء تنمو في حفرة يحمي جوانبها البلاستيك على امتداد الارض الرملية التي تصل الى البحر الميت. اذ يطفو زبد الطحالب الابيض على سطح "بركة" يميل لونها الى الاخضرار، وتمتلئ بمزيج من مياه البحر الميت بنسبة 70 في المائة مقابل مياه البحر الاحمر بنسبة 30 في المائة.
ان تلك هي البركة رقم 9 التي اقيمت في عام 2003. والى جانبها البركة رقم 8 وتحتوي على النسب ذاتها من مياه البحر الميت والبحر الاحمر وقد انشئت قبل عام الا ان لون مياهها يميل الى الاحمرار.
وتقول شيروود ان لا أحد يعرف سبب هذا الاختلاف في البركتين، وان كان ذلك يثير قلق علماء البيئة ورجال الصناعة على حد سواء.
غير ان السبب الكامن وراء تجربة مزج المياه في بركتي "مجمع الاشغال الصناعية للبحر الميت" الذي اقيم على الطرف الجنوبي من ادنى بقعة تحت سطح البحر على الارض هو اقتراح طموح مثير للجدل لانشاء خط انابيب يسمح بضخ المياه من البحر الاحمر الى البحر الميت لاعادة الحياة الى اطراف البحر الميت المنكمشة.
ويجذب الموقع جحافل من السياح الذين يتوقون للعوم في مياهه والاستحمام في طينه المنعش. الا ان شواطئ البحر الميت تراجعت خلال السنوات الخمسين الماضية بواقع 25 مترا ولا تزال تسير القهقرى بسرعة متر كل عام.
والى الشمال من شركة "أشغال البحر الميت" تقع عين جدي، وهي واحة تاريخية كان قد اقيم فيها اصلاً مركز رياضي متميز على اطراف البحر. اما اليوم فانه لا بد من نقل الضيوف الى مسافة كيلومتر ونصف كيلومتر للوصول الى البحر. وفي موقع ابعد من ذلك في الشمال، مطعم مهجور انشئ فوق ما كان يعرف بـ"ليدو بيتش" طلي باللون الاحمر الداكن. وهناك اليوم بقعة واسعة من الحصى والرمال، حيث كانت المياه تكاد تلمس اقدام الضيوف أثناء تناول وجبة العشاء.
لقد اثار الانكماش التدريجي للبحر الميت مخاوف علماء البيئة ورجال الصناعة وسلطات السياحة لسنوات، وخاصة في ثلاث دول هي الاردن وسوريا واسرائيل، التي تحول نسبة مذهلة هي 98 في المائة من مياه نهر الاردن الذي كان تدفقه عارماً
في وقت من الاوقات، لتوفير المياه لمواطنيها.
(ومن الآثار الاخرى ان ذلك يحرم تجمعات السكان ورجال الاعمال في الضفة الغربية من المياه التي يحتاجون اليها حاجة ماسة). ولا بد من توجيه اللوم الى رجال الصناعة ايضا: اذ جرى سحب مياه البحر الميت الى احواض التبخير للحصول على المعادن.
ويقوم البنك الدولي حاليا بدراسة جدوى نقل المياه عبر أنفاق وانابيب وقنوات من البحر الاحمر بهدف سد النقص في البحر الميت. وسيشهد هذا الاسبوع مناقشة حول "قنوات البحر الميت".
وتفيد التقديرات ان الخطوة ستتكلف حوالي 15 بليون دولار (10 بلايين جنيه استرليني)، وتحظى بتأييد قوي من جانب الحكومتين الاردنية والاسرائيلية. لكن علماء البيئة ورجال الاعمال الذين تكون المنافسة بينهم قوية عادةً، مشاعر قلق عميق بشأن النتائج.
فشركة "اشغال البحر الميت" التي تستخرج البوتاس والبروم والمغنيسيوم والملح من المياه الفريدة في نوعها، اجرت تجارب تتعلق بمزج مياه هذين البحرين لسنوات، ولكنها غير راضية عن النتيجة.
وقال المسؤول عن التجارب الدكتور جوزيف لاتي ولكن بحذر "لا احد يمكنه ان يصدر حكما مؤكدا بشأن ما ستكون عليه نتيجة عملية المزج. لا بد لنا من ان نخطو بحذر مع هذا المشروع الى ان نعرف المزيد عن تفاعلاته البيولوجية والكيماوية. فقد يحمل معه مضاعفات دقيقة لا نعرف شيئا عنها قبل ان تصدمنا بحقائقها".
وقال ايضا ان اللون الاحمر في البركة رقم 8 جاء بسبب تفتح البكتيريا. اما الطحالب فتشير الى ان المزج على نطاق واسع يشجع على نمو العضويات الحية في بحر لا حياة فيه.
وتهتم دراسة البنك الدولي بعدد من الخيارات، تتعلق كلها بعمليات البناء الواسعة في مناطق ذات حساسية بيئية في الصحارى الممتدة ما بين البحرين. وهذا الامر بحد ذاته يتسبب في تعطيل التنوع البيئي كما انه مكلف ماديا، ولكن احتواء احد الخيارات على امتدادين لقناة من شأنه ان يجتذب مزيداً من التطور على ضفافهما.
كما يخشى مشروع "اشغال البحر الميت" وائتلاف رجال البيئة الذي يتولى ادارته "اصدقاء ارض الشرق الاوسط" ان تكون الدراسة اعدت على عجل من دون التمعن في البدائل.
ويدعي جدعون برومبيرغ، المدير الاسرائيلي لاصدقاء الارض في الشرق الاوسط ان الحكومات الداعمة للخطة تدفع بالدراسة نحو "نتائج معينة"، ويقول: "انها تتظاهر بتأييد خيارات اخرى مجرد تظاهر. المشاورات العامة ليست سوى تمرين وضع اشارات في مربعات".
ويقول البنك الدولي انه لم يتقرر أي شيء بعد. ويعتقد اليكس ماكفيل ان "هذه فكرة كبيرة للتعامل مع مشكلة كبيرة، الا وهي موت البحر الميت. اننا ما زلنا في وسط تقويم شامل وموحد للمشروع المقترح".
يقول برمبيرغ ان خطة القناة المغطاة تتجاهل السبب الجذري لاضمحلال البحر الميت. ويضيف انه لو خفض الاردن وسوريا واسرائيل الى النصف كمية المياه التي حولتها من نهر الاردن، فان البحر الميت سيعود الى سابق عهده. وسيتطلب ذلك انهاء امداد الزراعة بالمياه مجانا، وطرح بعض الاسئلة الاساسية: "هل نحتاج الى زرع الموز في وسط الصحراء؟ هل نحتاج الى شطف مراحيضنا بمياه شرب نظيفة؟".
ويكمن الحل، وفقاً لما يراه ناعوم غولدشتاين مدير اعمال البحر الميت في الطرف الآخر للبحر الميت، اذ يقول: " الحل الافضل هو ان يتدفق نهر الاردن مرة اخرى – هذا هو ما قصدته الطبيعة".
الثلاثاء يونيو 20, 2017 2:24 am من طرف Admin
» تفسير سفر اشعيا الاصحاخ الثامن
الأحد أبريل 23, 2017 1:36 am من طرف Admin
» الدابة وعلامات ال لساعه الكبرى
الأحد أغسطس 07, 2016 4:25 pm من طرف Admin
» الدابة وعلامات ال لساعه الكبرى
الأحد أغسطس 07, 2016 4:25 pm من طرف Admin
» الدابة وعلامات ال لساعه الكبرى
الأحد أغسطس 07, 2016 4:24 pm من طرف Admin
» اختفاء سفينة منذ عام 1925
الإثنين أغسطس 01, 2016 1:01 am من طرف Admin
» دراسة جيولوجيه عنن قوم لوط وعاد وثمود
الخميس يوليو 28, 2016 4:10 pm من طرف Admin
» The most beautiful galaxy wallpaper
الخميس يوليو 28, 2016 8:54 am من طرف Juliet86
» د.عصام النمر ابن مدينة جنين
الإثنين يوليو 25, 2016 2:59 am من طرف Admin